في كل مرة تتدفق عبارات الحزن على دفاتري
لا ترضى أن تتوقف
أو حتى تتغير
فكلما أمسكت بقلمي لأكتب عبارات الحب والمودة
أرى قلمي ومن ذات نفسه
يغير من طريقة ويعاندني
ليخط عبارات الحزن
حاولت أن أوقف عن الكتابة الحزينة الدائمة
فأبى التوقف عن ذلك
فهو لم يمل منها
وحتى أوراقي التي أدون عليها عباراتي
أخذت تهرب مني
وتستقبل منه كل ما يكتب
من العبارات الحزينة
لدرجة أنها شتت فكري
وضيعت أمري
وأسرت قلبي
وأفقدتني السيطرة على نفسي
وزادت من شجووني وعذابي
وسالت دموعي حزناً على ما يفعله قلمي
من تصرفات حزينة ويائسة
وفي الوقت نفسه وقفت مع نفسي
أفكر ما سبب ذلك كله
لماذا يعاندني قلمي
فماذا كان مني إلا أنني أمسكتهُ بأكبر قوة أمتلكها
في تلك اللحظة لأكسرهُ
ولكن قلبي لم يطاوعني
على فعل شيئ
أيعقل أن أحطم رفيق عمري
وأنيس دربي ونور ليلي
سأتابع الكتابة الحزينة المتواصلة
لعل وعسى في يوم من الأيام يفهمني
ويغير من لهجته
ويكتب العبارات التي
يرضى عنها قلبي وفكري
أحزان وجعي
يا وجعي سأغني الليلة لك
وسأعزف اللحن الحزين
فأجذبني لك كريح بدئها أنت ومنتهاها أنت
أعصف
أقصف
أعانقك معانقة الريح للدروب الحزينة
سأرسمك بماء السماء
بعضاً من همهمة ريح
لاتكل ولا تمل ولا تأبه بأحد
بعضاً من احتواء تائه أتعبتهً دروب الا مكان
سأنساق وراء موشحات الحنين
ورائحة الطين التي لاتبرح أنفاسك
سأنثال على جرح الغربة كطائرٍ يحيا بأمل
(حضن وفرح وعطر حبيبة )
أغنيتي الحزينة يا وجعي
تصدح متفردة بفضاء عمري العاري
لحنها تلويحات الفراغ بغفوة الغروب
ألم أقل أنها حزينة ؟
ما أنا .. ومن أنا
لطالما أبحرت بأبجدية السؤالان
من .. وما .. وما ومن .. أنا
لم يكن يمر بي سوى العاصف من الفصول
أنام بتلك الغرفة على هموم الأحزان
ألجم عيني ولساني وأذني
يا ماء السماء
يا بوح الشريد المغترب
أي مدى هو مداك
أي حلم أخذك لسمو المعالي
فرسمت الفرح كسماء لا تحيد
أي حزنٍ أنأوك عن تلك المدينة
التي لا تجتذب وسواك غريب
ولمن الحنين يا روح الغربة
خضم تلك المدينة التي لا تجتذب هو بدئي
أول الأنفاس والخطى والدهشة والحب
كان يحكي وغناء السواقي يؤنس المدى البارد
كان يحكي وإيقاع الغروب الأخير ينهي اليوم بحزن غائم
حضن وفرح جهاته هي خطى روحي وقبلتها
ابتسامة حبيبة لطالما تشكلت بالسماء كأروع فجر
صوتي الذي كان
عطر أمي بقايا من صور كانت
الدفء
الجذور
سحرتني الدروب الحزينة
ولم يفك سحرها عني أحد فكنت عبدا لأنفاسها
في المسرى الذي كان
خلقت رقصاً مجنون هو بكاء الوحشة بي
وكلامٌ حركي هو صمتي
وهوى يتعالى حتى البدء هو الحلم بالفرح
كانت البعثرة طرق تسكن أرضي
حفرت بي خنادق من اللامعقول
علمتني كيف أنصت بصبرٍ قاتل
لبوح قبائل الرمال التي كانت تمر
كان وحده غضب الغيث
المنهمر على عريي بلسماً لجراحاتي المقهورة
ودائماً تمدني الخطى بعيداً خلف كل مدٍ جديد
لتجدد السحر بي
فأخاف غربة الفرح غيابه كارتواء الصبر بعطش الضمآن
أخاف بُعد حبيبة رسمتها السماء كأجمل حلم
فهل تعلمون ماذا يعني شعوركم حين تقفون في زاوية مهجورة
تتجاوزون سنين العمر و تعبرون مثل الاسطوره
وترون عمركم مثل كتاب اسود قد مُحيت أول وأخر سطوره
وتتاملون في باقي العمر لكي تقرائون ربع حرف
هل تعرفون ما تعني الحاجة لاناس يبكونك حزنا
هل جربتم شعور الوحدة
او ذاكرة باتت مهجورة حتى من باقي الاطلال
أو بعض أونى منثورة
هل تعرفون طعم البارودة
أو رائحة الخبز اليابس
والبسمة في وجه عابس
و بقايا أقزام الارض تدوس أشلاء الجسد اليأس
نبكي
نرقص
أم نتلوى
من اغنية ام مماذا
أهذي في كل مرةٍ ماذا في أعماق الصورة
قد تدنو أيامي حلما و تغرد مثل العصفور
او تتراى مثل سراب
او قصة حب مقهورة
لكن لا يبقى في ذهني
الا احلام و أماني مكسوره
فأنا سجين هنا بين السطور حبيبتي
بين دفات الكتاب
وفي يدي أغلال الحروف
ضاعت فوق صفحاته ضحكتي
وماتت بين طياته أسراب الطيور
أحسب الجنة حركات ضم وسكون
ولهيب الكلمات سياطا تتلوى تمزق اللذة
وأوراقي منديل يضوع بالدمع
وخلف قلبي أشعار تنبض حبراً
تخفي في طياته جثماني
ستهوى شفاهي نحو قبلة تطوى بين سفائن أفكاري
هنا زهرة ذبلت دخلت مدن الحكايا
تحلم بأفياء الذكريات تضم بين أوراقها أصفرار
لعينيك ياليل أرخيت عنواني
وتسترت بدمعي كي لا أوقظها
أكفنها بأوراق البياض
وأرثيها بآيات نثر
أنثرها بين عيني
أجدد فيها أحزاني
وديوان شعري يحترق
وحين تذوب الأنفاس
تنوح القصائد
وتفنى الأجنحة
وتبقى القصة وحيدة هناك
ورنات السلاسل
تكفكف الدمع
تصهل القوافي
كسعف النخيل يشدو بمرثية الكفاح
وحين يغلف الوقت صحائفي بذراعيه
أنام على وسائد الشوك
وخلف الكتاب تبقى آهات الورق
ومحبرة تبكيه ليل مساء
وتبقى الصور تضج بالصلوات
ومرآتي تجلو الأصفرار
وتمضي زهرتي والزمان
ويعلن فهرس الغياب الرحيل بمجدافيه
نحو الشتات
تحيااتي لكم
موضوع: في تلك الغرفه انام على هموم الحزن 
الثلاثاء سبتمبر 09, 2008 3:04 pm
اليومية